مهارات تعزز دور موظف الموارد البشرية
  • الأربعاء, 15 مارس 2023
  • 7594

مهارات تعزز دور موظف الموارد البشرية

يُعَدّ قسم الموارد البشرية (HR) قسماً حيوياً ذا مسؤوليات كبيرة في أي شركة، وهو القسم المسؤول عن إدارة القوى العاملة وتقييم أدائهم دورياً وإدارة عملية التوظيف والاهتمام باستراتيجيات التدريب والتطوير وحل المشاكل وصرف الرواتب وإدارة العلاقات بين الموظفين وغيرها من الأمور الحساسة التي لا يمكن لأي شركة العمل بفعالية من دونها. ومن أجل ضمان النجاح في تنفيذ هذه المهام، فإن هناك عدد من المهارات المعينة التي يجب على موظفي الموارد البشرية امتلاكها وتطويرها. سنستعرض في هذه المقالة خمسة من أهم هذه المهارات.

مهارات التواصل

إن التواصل الفعال مهارة هامة وأساسية يجب على موظفي الموارد البشرية امتلاكها، وذلك نظراً لطبيعة المهام اليومية التي عليهم القيام بها. غالباً ما تتضمن مسؤولياتهم التواصل مع كلٍ من الموظفين والإدارة، ولذلك فإن مهارات التواصل الجيدة ضرورية لبناء بيئة عمل إيجابية. يجب أن يكونوا قادرين على التواصل بوضوح ودقة وبطريقة احترافية سواءً كان ذلك عن طريق المحادثات المباشرة أو عن طريق رسائل البريد الإلكتروني. يجب أن يكونوا مستمعين جيدين كذلك، وأن يتقنوا مهارات الاستجابة بشكل مناسب لمخاوف الموظفين وشكاويهم وتعليقاتهم. تساعد مهارات التواصل الجيدة على الحصول على ثقة الموظفين وأعضاء الإدارة، مما يسهل بناء العلاقات الناجحة التي تعزز نجاح المنظمة.

نصيحة من الخبراء: من الأمور التي تساعد على التواصل بسلاسة هي تحضير خطابات محددة واستمارات جاهزة وثابتة لإدارة الموارد البشرية مثل استمارات الشكاوى والمقترحات ومستندات الوصف الوظيفي وغيرها.

مهارات حل المشاكل

تتضمن مهام موظفي الموارد البشرية حل الخلافات والمشاكل التي من الممكن أن تحدث بين الموظفين، والاستماع إلى الشكاوى التي من الممكن أن تطرأ في مكان العمل. ولذلك، من المهم امتلاكهم لمهارات حل المشاكل والتصرّف بحكمة وتحليل المواقف المعقدة وتحديد الأسباب الأساسية للمشاكل والتوصّل إلى حلول فعّالة مرضية للجميع. تتطلب مهارات حل المشاكل القدرة على جمع البيانات وتحليلها، وإتقان التفكير النقدي، والتعاون مع أقسام الشركة المختلفة لتحديد أسباب المشاكل والتوصّل إلى الحلول. يجب أن يتمتع موظفو الموارد البشرية أيضاً بمهارات ممتازة في اتخاذ القرارات لضمان اتخاذهم قرارات سليمة تتماشى مع مهمة المنظمة وقيمها.

نصيحة من الخبراء: قم بتوحيد نظام التعامل مع المشكلات لضمان السلاسة والموضوعية في حل الخلافات. حاول وضع نظام لتقديم الشكاوى بشكل سري كذلك لتعزيز ثقة الموظفين على الحديث عن المشاكل التي قد يواجهونها وإيجاد حلول لها في الوقت المناسب.

مهارات إدارة الوقت

تساعد مهارات إدارة الوقت على أداء الواجبات بكفاءة وفعالية. غالباً ما يكون لموظفي الموارد البشرية مهام متعددة يجب عليهم القيام بها في آن واحد، مثل برامج التوظيف والتدريب والتطوير. تساعد مهارات إدارة الوقت الفعالة على تحديد أولويات المهام وإدارة الوقت بفعالية والالتزام بالمواعيد النهائية. تتطلب مهارات إدارة الوقت القدرة على تخطيط المهام وتنظيمها، ووضع جداول زمنية واقعية، وتفويض المهام لأعضاء الفريق الآخرين عند الضرورة.

نصيحة من الخبراء: يمكنك الاستعانة بالحلول التكنولوجية المتوفرة مجاناً عبر الإنترنت لتنظيم الوقت وجدولة المهام، ممّا يُسهِّل ترتيب الأولويات.

حس التعاطف

يتطلّب العمل في قسم الموارد البشرية حنكة التعامل السلس مع الناس وقدر كبير من الذكاء العاطفي والمهارات الاجتماعية ومنها التعاطف. يجب أن يتفهم موظفو الموارد البشرية مشاعر الموظفين ومخاوفهم، وعليهم دائماً المبادرة بتقديم الدعم والتوجيه عند الحاجة. يساعد التعاطف على بناء علاقات إيجابية مع الموظفين وتعزيز بيئة عمل إيجابية وتقليل معدل دوران العمالة. يمكّن التعاطف أيضاً موظفي الموارد البشرية من تطوير سياسات وممارسات فعّالة تتماشى مع احتياجات الموظفين واهتماماتهم، مما يعزز ثقافة تنظيمية إيجابية.

القدرة على التكيّف

قد تطرأ تغييرات سريعة ومفاجئة في أي وقت، ونظراً لطبيعة أسواق العمل المتغيرة بشكل مستمر وسريع، يجب أن يكون موظفو الموارد البشرية قادرين على التكيّف مع المواقف والمتطلبات المتغيرة والاستجابة بشكل فعّال للتحديات والفرص الجديدة عند ظهورها. تتطلب القدرة على التكيّف مرونةً وانفتاحاً، ويجب أن يتقنوا أيضاً مهارات إدارة التغيير، حيث أن عليهم مساعدة الموظفين على التكيّف مع السياسات والممارسات والإجراءات الجديدة.

وفي الختام، إن الاستمرار في تحسين وتطوير المهارات هو ضرورة قصوى، ليس فقط لموظفي الموارد البشرية، بل لكل الموظفين في جميع الدوائر. وهناك العديد من الطرق التي يمكن للموظفين من خلالها اكتساب مهارات جديدة وتطوير مهاراتهم لضمان النجاح في عملهم وزيادة قدرتهم التنافسية، مثل الدورات والمحاضرات والمقالات المتوفرة على الإنترنت، أو اللجوء إلى دعم من قبل المختصين في مجال التطوير المهني والشخصي.