• الأربعاء, 12 ديسمبر 2018
  • 6969

حلول وشروط للنهوض بإدارة الموارد البشرية

الموارد البشرية هي بمثابة القلب النابض لأي منظمة سواءً كانت ربحية أو غير ذلك، ويأتي ترتيبها بين الإدارات في المقدمة؛ والسبب يكمن في أنها تتعلق بالعنصر البشري الأثمن على الإطلاق وأغلى ما تملك المنظمة ومقدم بالتأكيد على الأموال والأصول، ذلك لأن الإنسان هو من يجلبها وينميها، ولهذا فإن البحث عن حلول تساعد في الارتقاء بمستوى أداء إدارة الموارد البشرية ومواكبة التطورات الحديثة أمراً لازماً، فكلما كانت الموارد البشرية قوية وقادرة على مواجهة التحديات والتفوق عليها كلما كانت المنظمة قوية وقادرة على تحقيق أهدافها.

ما هي الحلول التي تحتاجها إدارة الموارد البشرية؟

  • إذا كانت بمثابة القلب النابض والمغذي للمنظمة؛ فإن الإدارة العليا أو المناصب القيادية هي الدماغ المفكر والموجه والقائد للمنظمة، وإن اختيار القيادة الكفؤة والجديرة بالثقة هو الضامن لنجاح المنظمة في تحقيق أهدافها، ولنلاحظ بأنه يقع على كاهل هذه القيادة وضع الاستراتيجيات ورسم السياسات المناسبة للمنظمة، ووضع الآليات والمعايير لمتابعة تنفيذها والتأكد من نجاح تلك السياسات، كما يقع عليهم استقطاب العناصر البشرية المؤهلة والمناسبة، ولنا أن نتخيل كيف سيكون حال المنظمة وما هو مصيرها إذا كان من يقودها غير مؤهل ولا يملك الأدوات والمهارات؟ بالتأكيد فإن التخبط والعشوائية النابعة من الجهل ستحل مكان القيادة ببصيرة، تماما كما ستحل المحسوبية والشللية محل العدالة والمحاسبة والشفافية.

 

  • “العدل أساس الملك” مقولة تنطبق في شؤون الحياة كلها وهي قانون اجتماعي يجب تطبيقه في أي منظمة تريد النجاح، وشعور الموظفين بأن العدالة والشفافية والحوكمة الرشيدة القائمة على المهنية والتي تساوي بين الموظفين في الحقوق والواجبات سيفرز بيئة عمل قوية ومتماسكة ومنتجة.

 

  • توفير بيئة إيجابية جاذبة للموظفين تهتم بتوفير حياة كريمة لهم تراعي فيها المنظمة إنجاز سلم رواتب يضع في اعتباره بشكل دوري تغير الأحوال المعيشية والسكن وارتفاع الأسعار. ولا جدال في ضرورة إلحاق الموظفين بنظام تأمين اجتماعي، وتوفير تأمين صحي لهم ولعائلاتهم، فإن تحقيق الحد الوافي من التعامل بكرامة مع الموظفين سيؤدي بالتأكيد لنجاح المنظمة في تحقيق أهدافها؛ لأن العنصر البشري فقط هو القادر على تحقيق نجاح المنظمة، وهو السبب في إخفاقها.

 

  • تحرير وصف لكل وظيفة وتحديد مهامها، وضبط تقييم الأداء بمقاييس واضحة ومحددة، وهذا من شأنه أن يخلّص المنظمة من البطالة المقنعة، وأن يخلّص الإدارة العليا من التقييم الهلامي والأوصاف الفضفاضة للوظائف والمهام.

 

  • وجود سجل إلكتروني لكل موظف ليس لمراقبة أدائه فقط، بل لرصد نقاط قوته وتعزيزها بالتدريب والدورات، واكتشاف قدراته التي قد تحتاجها المنظمة في إدارة أخرى، فينطبق حينها القول المأثور: “الرجل المناسب في المكان المناسب”.

 

  • الاهتمام بإيجاد بيئة تحفيزية للموظفين، وخلق تنافس شريف بينهم مثل مكافأة موظف الشهر المثالي في إحسان العمل وتقديم الإنجازات، مع شرط تحقيق معايير شفافة وعادلة في اختيار الموظف المثالي بعيداً عن الشللية والمحسوبية.

 

  • مواكبة التكنولوجيا الحديثة والاستفادة القصوى من تطبيقات الحاسوب في خدمة إدارة الموارد البشرية لتحقيق المزيد من المهام في أزمنة قياسية وبأقل المجهودات وأقصر الإجراءات. ويجب أن تشمل أتمتة إدارة الموارد البشرية سائر العمليات ابتداءً من توفير قاعدة بيانات لانتقاء الكفاءات الوظيفية، وتاليًا إجراءات التعيين، ولاحقا متابعة ومراقبة الأداء الوظيفي للموظفين والذي يشمل توثيق الحضور والانصراف، وإعداد جداول العمل الإضافي، واحتساب الرواتب والمكافآت والتحفيز والتدريب والمزايا والبرامج التشجيعية وتقييم الأداء والمحاسبة على التقصير، وانتهاءً باحتساب التعويضات الناجمة عن إصابات العمل أو إجراءات الاستقالة وإنهاء الخدمة.