بعضٌ من كل ما يتعلق بالموارد البشرية!
3021
الثلاثاء 28 يونيو 2022

كيف يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في إدارة الموارد البشرية ؟

غزا الذكاء الاصطناعي العالم بأسره في كل مجالات الحياة، وأصبح ضرورة لا غنى لنا عنها، ومع ما مرّ به العالم منذ بداية جائحة كورونا أثبت الذكاء الاصطناعي ضرورته في حياتنا في جميع المجالات.

 

وكان له تأثيره البارز في عالم الأعمال والإدارة، فقد أصبح القيام بالعديد من الأعمال أسهل بفضل دمج الذكاء الاصطناعي به. ليس هذا وحسب، إنما أصبح العديد من الأعمال يتم انجازه كاملاً بواسطة استخدام الذكاء الاصطناعي، وهذا أحدث ثورة في عالم إدارة الأعمال. ولأن إدارة الموارد البشرية واحدة من أهم الأقسام في المؤسسات والشركات، فقد حرصت كل منها على استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم وظائف هذا القسم، وجميع المؤشرات تدل على اعتماد غالبية الأعمال اعتمادا تاماً على الذكاء الاصطناعي في الأعوام القليلة القادمة.

 

أحدث تسلّلُ الذكاء الاصطناعي إلى إدارة الموارد البشرية ثورة كبيرة فيها، وسهّل القيام بالعديد من المهام التي كانت تأخذ وقتا وجهدا كثيرين في إتمامها، وحتى أنها كانت تفتقر إلى الدقة في بعض الأحيان. على سبيل المثال، أصبحت مهمة اختيار مرشحين للوظائف أكثر سهولة من ذي قبل ووفر الذكاء الاصطناعي على موظفي الموارد البشرية وقتاً كبيراً في عملية فرز المرشحين وحفظ قواعد البيانات المتعلقة بهم من خلال الخوارزميات التي تعمل على تحليل بيانات آلاف المتقدمين للوظائف واختيار الأفضل من بينهم. وقد زاد توفير الوقت والجهد على موظفي الموارد البشرية من إنتاجيتهم وأصبح بإمكانهم التركيز على عملية التوظيف نفسها وجعلها أسهل وأسرع دون بذلهم الكثير من الجهود في المراحل التي تسبق هذه العملية. حتى أن مراحل ما بعد التوظيف أصبحت أكثر سهولة فلم يعد هناك داع للقلق بشأن تجهيز الموظف الذي تم اختياره لوظيفة ما، فقد أصبحت مقابلات العمل تُعقد عن بعد وتوقيع العقود يتم بواسطة البريد الإلكتروني. كذلك الاجتماع بالموظفين عن بعد وتعريف الموظفين الجدد بالشركة وسياساتها واستراتيجيتها أيضا يمكن أن يتم عن بعد. حتى أنه لم يعد هناك حاجة لحضور الموظفين إلى المكاتب، فأصبح بإمكانهم إتمام أعمالهم عن بعد، وهذا نهج اتبعته الكثير من الشركات خلال جائحة كورونا كالحل الأمثل. وقد شاع هذا النهج كثيرا منذ بدء الجائحة وحتى هذا اليوم.

 

كما وفّر الذكاء الاصطناعي للمؤسسات مصادر جمع وتحليل للبيانات التي تمتلكها المؤسسة عبر قسم الموارد البشرية، فأصبح بإمكان الشركات تحليل السلوك الوظيفي وسبل الإنتاج والأوقات الأكثر فاعلية للعمل والسبل الأفضل للتواصل بين الأفراد داخلها، مما أتاح للأفراد والشركات على حد سواء فرص تطوير وتحسين هائلة، بالإضافة لبيانات يمكن استخدامها للقيام بعميات المتابعة والتقييم بشكل دقيق وأكثر كفاءة. إن وجود أنظمة ذكاء اصطناعي تتفاعل مع الأفراد وتقرأ سلوكهم وتنشئ خوارزميات تتناسب معها تعتبر عملية ثورية في قطاع التواصل بشكل عام، وبالتالي فإنها ذات تأثير مباشر على أقسام الموارد البشرية التي تستمد من التواصل قوتها وجوهرها وتبني استراتيجياتها الداخلية والخارجية عليها.

 

ليس هذا فحسب، بل إن الذكاء الصطناعي وخصوصا الذي يتم تصميمة لحل المشكلات عن طريق دراسة الأنماط والخوارزميات، والذي هوفي سياق الموارد البشرية يعتبر أداة إدارة وتحليل ممتازة، سيكون جزءا أكبر من الشركات شيئا فشيئا. فهو يقدم حلول وأنظمة مدروسة وناتجة عن تحليل علمي ومنطقي لما تملكة الشركة من بيانات ومعلومات. وبالتالي فإنه سيقدم حلولا تتناسب مع كل مشكلة وبأسلوب منطقي ومدروس.

 

وإن كنت عزيزي القارئ أحد موظفي الموارد البشرية، فمن المؤكد أنك تقوم بالعديد من هذه الوظائف والمهام التي لا غنى عنها لتنظيم عمل الأفراد داخل مؤسستك أو تجهيز التقاريرأو غيرها من المهام التي تأخد حيزا من يومك. لكن بعد دمج الذكاء الاصطناعي ضمن وظيفتك، فمن المؤكد أنه أصبح من اليسير جدا عليك إتمام هذه المهام دون جهد أو وقت يُذكر. وبغض النظر عمّا قد تسببه فكرة دمج او ادخال الذكاء الاصطناعي بشكل غير مباشر لعملنا، حيث يعتقد العديد بأنها قد تحل محل الإنسان بشكل دائم، إلا أنها، وفي حال استخدامها بالشكل المناسب وتوظيفها من أجل زيادة فاعلية عمل الأفراد، ستكون دائما عوناً على القيام بالمهام بشكل أدق وبالتالي فإنها ستفتح مجالاً أكبر للتركيز على الإبداع والتواصل والخطط الاستراتيجية التي لم تمتلك المؤسسات الوقت الكافي للتركيز عليها سابقاً.