إن قسم الموارد البشرية هو من أهم أقسام الشركة ويؤدي مجموعة متنوعة من الواجبات التي تُعنى بشؤون الموظفين لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم وأهداف الشركة، وتتضمن تلك المسؤوليات جذب وتوظيف المواهب والمحافظة على سعادة الموظفين وإدارة رواتبهم والحفاظ على مصالح الشركة بشكل عام. ويعد وجود فريق موارد بشرية عالي الأداء أحد أفضل الطرق التي تمكّن الشركة من ضمان رضا الموظفين وزيادة الإنتاج وتحقيق النمو والنجاح. نستكشف في هذا المقال كيفية بناء فريق موارد بشرية عالي الأداء.
رسم مهام وأهداف واضحة للشركة
تتمثل إحدى الركائز الأساسية لبناء فريق موارد بشرية عالي الأداء في رسم رؤية واضحة مصحوبة بمهام وأهداف محددة، حيث تعمل الرؤية المشتركة كدليل يوجّه كل عضو في فريق الموارد البشرية نحو وجهة مشتركة. وتعمل هذه الرؤية كقوة موحدة تتجاوز المهام والمسؤوليات الفرديّة وتعزّز الروابط بين أعضاء الفريق، مما يزيد من التآزر والتعاون.
تعزيز التنوع والشمول
في مجال بناء فريق الموارد البشرية عالي الأداء، يعد تعزيز التنوّع والشمول ضرورة إستراتيجية، حيث يقدم فريق الموارد البشرية المتنوع مجموعة واسعة من وجهات النظر، وهو أمر هام لفهم الاحتياجات المتنوّعة للقوى العاملة. كما يعزّز التنوع قدرة الفريق على التواصل مع مجموعة واسعة من المرشحين أثناء عملية التوظيف. إضافةً إلى ذلك، يزوّد التنوّع الفريق بالقدرة على رؤية التحديات من زوايا مختلفة، والتعامل مع المشاكل بابتكار ومرونة.
جذب أفضل المواهب
يعد توظيف أفضل المواهب في الموارد البشرية أساس بناء فريق عالي الأداء. يمكن للشركة الاستفادة من أحدث تقنيات التوظيف الحديثة والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإيجاد أفضل المواهب، وذلك بقدرتها على فحص أعداد كبيرة من المرشحين وتحديد أفضل المرشحين للوظيفة. كما يجب تنفيذ عملية تقييم شاملة للكشف عن القدرات العملية للمرشحين وفرزهم بالنسبة للأولويات. قد يشمل ذلك اختبارات المهارات والتقييمات السلوكية وغيرها من الأساليب المتّبعة لتقييم المرشحين. ويجب على الشركات ألّا تُهمل الجانب الشخصي والثقافي للموظفين، حيث ننصح بإعطاء الأولوية للمرشحين الذين يتماشون مع ثقافة الشركة، الأمر الذي يضمن النجاح المستمر. ومن أهم الصفات التي يجب النظر إليها هي قدرة المرشح على التلاؤم مع الظروف المختلفة نظراً للتغير المستمر الذي يشهده عالم الأعمال، وقدرته على العمل داخل فريق ذو مهمة وأهداف مشتركة، واستطاعته على إدارة الاختلافات وحل المشكلات بهدوء وعقلانية.
منح موظفي الموارد البشرية فرصاً للتعلّم والتطوير المستمر
يعد تعزيز مهارات أعضاء فريق الموارد البشرية استثماراً هاماً وشهادة واضحة على تبني الشركة لمفاهيم التعلّم المستمر لجميع موظفيها. ويمكن وضع خطط إستراتيجية لتشجيع أعضاء الفريق على التعلّم المستمر من خلال ورشات العمل التدريبية وإدراج الموظفين في برامج التدريب المكثّفة التي يمكنهم من خلالها الحصول على شهادات مهنية وإشراكهم في ندوات متخصصة في الإدارة ومهارات التواصل وحل المشكلات والنزاعات. يمنح التعلّم المستمر الموظفين الفرصة لصقل مهاراتهم، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على الشركة من حيث تحقيق الأهداف الإستراتيجية وتعزيز النمو.
زيادة الكفاءة عن طريق التكنولوجيا
يعد تبسيط العمليات لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة أمراً هاماً لرفع أداء فريق الموارد البشرية، حيث يمكن أن تستغرق المهام الروتينية المتعلقة بشؤون الموارد البشرية الكثير من الوقت الذي يمكن توفيره عن طريق الحلول التكنولوجية الحديثة. فيمكن لهذه الحلول التعامل مع المهام العادية مثل معالجة كشوف المرتبات وإدارة الإجازات وغيرها من المهام الرّوتينية بدقّة وسرعة. إضافةً إلى قدرتها على توفير الوقت، يمكن للنظم الحديثة تحسين عمليات الموارد البشرية بشكل ملحوظ وجمع وتحليل البيانات وتسهيل عمليات أخذ القرارات المبنيّة على البيانات وتحسين التخطيط الإستراتيجي وغيرها من الفوائد الكبيرة.
تتوفّر اليوم العديد من الحلول الذكية لأتمتة مهام قسم الموارد البشرية، مثل نظام ®MenaSME السحابي لإدارة الموارد البشرية مخصص للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم ويجمع أنظمة الخدمات الذاتية للموظفين والمدراء وإدارة احتساب الرواتب وشؤون الموظفين في نظام واحد، و نظام ®MenaPAY لاحتساب الرواتب وإدارة شؤون الموظفين، و نظام إدارة المواهب ®MenaHR الذي يعمل على تسهيل الاتصال وتبسيط طرق جمع وتحليل البيانات في المؤسسة من أجل توفير الوقت ليضع كل فرد في المؤسسة جهده في مهام أكثر أهميّة وتعقيداً، وغيرها من النُظُم الذكية.
تقدير ومكافأة التميّز
ربما تكون هذه الخطوة أهم خطوة لبناء فريق موارد بشرية عالي الأداء، حيث نشر موقع Quantum Workplace أن الشركات التي تستثمر في برامج تقدير الموظفين تنجح بتحقيق أهدافها العملية أكثر بـ12 مرة. يُشعر التقدير ومكافأة التميّز الموظفين بأهمية عملهم، مما يعزز إحساسهم بالانتماء للشركة وتفانيهم لتحقيق أهدافها، ويعد محفزاً رائعاً لرفع معنويات الفريق. ويجب أن تشمل برامج التقدير مجموعة من الإنجازات الفردية والجماعية، حيث يؤكد تقدير النجاحات الفردية على تفرّد أعضاء الفريق وقوّتهم، ويعزّز الاحتفاء بإنجازات الفريق روح التعاون والعمل المشترك.
