
في ظل التطوّر السريع الذي تشهده الشركات في مختلف المجالات اليوم، أصبح تعزيز التنوّع والمساواة أكثر من مجرد مسؤولية اجتماعية، وأصبح ضرورة إستراتيجية للمنظمات التي تهدف إلى تطوير وتوسيع أعمالها وجذب أفضل المهارات والحفاظ عليهم. ويمكن لأنظمة تحليل البيانات الخاصة بقسم الموارد البشرية أن تساعد المسؤولين على إيجاد وتحديد نقاط الضعف داخل المؤسسة ومن ثم رسم استراتيجيات واضحة لتعزيز المساواة والتنوّع داخلها لتحقيق أفضل النتائج والعمل على ملء الثغرات، الأمر الذي يجب أن يتم تطبيقه بناءً على بيانات دقيقة لتفادي إضاعة الوقت والموارد. نتعمق في هذا المقال في الدور المحوري لتحليل بيانات الموارد البشرية في تحقيق التنوع وتعزيز المساواة في مكان العمل.
تقييم الوضع الحالي
من أهم فوائد أدوات تحليل البيانات هو منح المسؤولين القدرة على فهم الوضع الحالي للشركة من جميع الجوانب. يمكّن تحليل بيانات الموارد البشرية المؤسسات من إلقاء نظرة شاملة على جميع الأمور المتعلّقة بالموظفين وتحديد أعمارهم وجنسياتهم وغير ذلك. ومن خلال اتباع نهج قائم على البيانات الدقيقة، تتشكل لدى المسؤولين رؤى قيّمة فيما يتعلّق بالمجالات التي قد ينقصها التنوّع والتي قد تحتاج إلى جهود أكبر وتركيز أكثر.
تحديد الاختلافات
يُمكِّن تحليل البيانات موظفي الموارد البشرية من تحديد التفاوتات التي قد تتواجد داخل المؤسسة. يمكن أن تتراوح هذه التفاوتات من فجوات الأجور بين الجنسين إلى نقص تمثيل بعض المجموعات في المناصب القيادية. من خلال تحديد هذه المشكلات، يمكن لموظفي الموارد البشرية تطوير استراتيجيات واضحة الهدف لمعالجتها وتعزيز بيئة عمل تتسم بالشمولية والمساواة.
اتخاذ قرارات مبنيّة على البيانات
من أهم المزايا التي توفّرها أدوات تحليل البيانات هي قدرتها على توجيه عمليات صنع القرار وجعلها أكثر دقّة من خلال توفير بيانات واضحة مخصصة تلائم احتياجات المسؤولين، ويمكن للمنظمات الاستفادة من الاستنتاجات المبنيّة على البيانات لتصميم وتنفيذ استراتيجيات فعّالة لتعزيز المساواة والتنوّع في بيئة العمل. على سبيل المثال، إذا أظهرت البيانات افتقار قسمٍ معين للتنوع، يمكن للموارد البشرية تخصيص جهود التوظيف لجذب مجموعة مواهب أكثر تنوعاً، مما يساعد أيضاً في تنويع وجهات النظر، الأمر الذي يؤدي إلى ابتكار أكبر ونتائج أفضل على المدى البعيد.
تحديد نقاط الضعف والقوّة للاستراتيجيات المطبّقة
لا تكتمل الاستراتيجيات المبنية على البيانات دون القدرة على قياس مدى فعاليتها. يسمح تحليل بيانات الموارد البشرية للمنظمات تتبع التقدم الذي حققته مبادرات التنوع والمساواة من خلال تقارير تقيس نقاطاً مثل رضا الموظفين ومعدلات دوران العمالة والتي يمكن الحصول عليها بشكل دوري. من خلال مراقبة مدى تأثير استراتيجيات التنوع التي يتم تطبيقها، يمكن إيجاد نقاط الضعف والقوة لتلك الاستراتيجيات وتطبيقها لتحقيق أفضل النتائج.
التخفيف من التحيّز
يمكن للتحيز اللاواعي أن يعيق الجهود المبذولة لخلق مكان عمل متنوع وشامل. يمكن أن يلعب تحليل بيانات الموارد البشرية دوراً محورياً في تحديد حالات التحيز في مجالات مثل التوظيف وتقييم الأداء والترقيات. من خلال قياس هذه التحيزات، يمكن للمؤسسات تصميم برامج وسياسات تدريبية هادفة تخفف من التحيّز وتعزز تكافؤ الفرص لجميع الموظفين.
تعزيز السمعة التنظيمية
يميل الموظفون اليوم وخاصة الموظفين الأصغر عمراً إلى الشركات التي تحتفي بالاختلافات والتي تتميز ببيئة عمل أكثر شمولاً وتنوعاً. ويؤدي تعزيز تلك الصفات في مكان العمل إلى جذب مواهب أكثر تميّزاً، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على سمعة المؤسسة وقدرتها على تحقيق أهدافها كذلك. ولا تجذب بيئة العمل التي تحتفي بالتنوّع المواهب فحسب، بل تجذب المستهلكين والمستثمرين كذلك. من خلال الاستفادة من أدوات تحليل بيانات الموارد البشرية، يمكن للشركات أن تحقق نجاحاً كبيراً في تعزيز التنوّع مما يمنحها مكانةً رائدة في عالم الأعمال اليوم.
إن كنت تبحث عن أداة تحليلٍ لبيانات الموارد البشرية، يمكنك الاطلاع على الأدوات التي نقوم بتوفيرها لك مثل أداة ®MenaExplorer لقياس الموارد البشرية ورأس المال البشري والتي تعطيك الأرقام التي تحتاج إليها للتوصل إلى حقائق منطقية وفكرة مفصلة عن أداء الموظفين والتحليلات المالية وتطور الرواتب، والتي تمكّنك من اكتشاف معلومات قيمة مبنية على تحليلات دقيقة بدلاً من التخمين مما يعزز صنع القرار بفاعلية وكفاءة.