
في إحدى الدراسات التي نُشرت في مقال عبر موقع Harvard Business Review، أفاد 77٪ من الرؤساء التنفيذيين أن وباء كوفيد-19 سرّع خطط التحول الرقمي لشركاتهم. يعد التحول الرقمي في الأعمال تحولًا مهمًا نحو دمج التكنولوجيا والعمليات الرقمية في جميع مجالات الشركة. يمكن أن يكون لهذا التحول تأثيرًا كبيرًا على عمليات الشركة والتواصل وتجربة العملاء، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة والقدرة التنافسية. ومع ذلك، فإن التحول الرقمي يجلب معه أيضًا مجموعة من التحديات التي يجب على الشركات معالجتها من أجل تنفيذ هذه التغيرات والتكيف معها بنجاح.
أحد الدوافع الرئيسية للتحول الرقمي هو التقدم السريع للتكنولوجيا، والذي أدى إلى انتشار أدوات ومنصات جديدة يمكنها تبسيط وأتمتة العمليات التجارية المختلفة. تتراوح هذه التقنيات من الذكاء الاصطناعي إلى تحليلات البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء (IoT). من خلال الاستفادة من هذه التقنيات، يمكن للشركات اكتساب رؤى حول عملياتها وعملائها، وتمكينها من اتخاذ قرارات تعتمد على البيانات وتحسين منتجاتها وخدماتها.
والعامل الآخر الذي يقود التحول الرقمي هو التوقعات المتزايدة للعملاء والموظفين. في العصر الذي يزداد فيه التحول الرقمي اليوم، يتوقع العملاء تجربة سلسة وشخصية عند التفاعل مع أي شركة، سواء كان ذلك من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بهم أو وسائل التواصل الاجتماعي أو التفاعلات الشخصية. كما يتوقع الموظفون الحصول على أحدث الأدوات والتقنيات لتمكينهم من أن يكونوا أكثر إنتاجية وكفاءة في أدوارهم. ويمكن للشركات من خلال تبني التحول الرقمي تلبية هذه التوقعات وتحسين تجربة العملاء والموظفين.
ولكن، من أهم التحديات التي قد تواجهها الشركات خلال سعيها نحو دمج التكنولوجيا في مجالات عمل شركتهم هو عدم جاهزية مدراء الشركة للتأقلم مع التغيير الكبير الذي ينتج عن التحول الرقمي. إليك بعض الأسئلة التي يمكنك من خلالها معرفة مدى جاهزية المدراء في شركتك للتحول رقمي:
1- هل يعي المدراء فوائد التحول الرقمي؟
من المهم أن يكون للمدراء فهم عميق لفوائد التحول الرقمي، بما في ذلك زيادة الكفاءة وتوفير التكاليف وتحسين تجربة العملاء. سيساعد هذا الفهم المدراء على إيصال قيمة التحول الرقمي بشكل فعال إلى الموظفين.
2- هل هم منفتحون على التغيير؟
يتطلب التحول الرقمي الرغبة في تبني التغيير وتجربة أشياء جديدة. سيكون المدراء المنفتحون على التغيير والمستعدون لتجربة التقنيات والأساليب الجديدة مستعدين بشكل أفضل لقيادة موظفيهم خلال عملية التحول الرقمي.
3- هل هم على معرفة جيدة بالتقنيات الحديثة؟
من أجل قيادة موظفيهم بفعالية خلال عملية التحول الرقمي، يجب أن يكون المدراء على دراية كافية بالتكنولوجيا والبرامج الحديثة وكيفية استخدامها لتحسين العمليات داخل الشركة.
4- هل يمتلكون مهارات قيادية قوية؟
يتطلب التحول الرقمي مهارات قيادية قوية، بما في ذلك القدرة على إلهام وتحفيز أعضاء الفريق والتواصل بشكل فعال واتخاذ قرارات قد تكون صعبة في بعض الأحيان. سيكون المدراء الذين يمتلكون هذه المهارات مجهزين بشكل أفضل لقيادة فرقهم خلال عملية التحول الرقمي.
إضافة إلى ذلك، تحتاج الشركات إلى النظر في تأثير التحول الرقمي على نماذج أعمالها وإيراداتها. يمكن أن يؤدي اعتماد التقنيات والعمليات الجديدة إلى تعطيل نماذج الأعمال التقليدية، مما يتطلب من الشركات إيجاد طرق جديدة لتوليد الإيرادات والتكيف مع ظروف السوق المتغيرة. يمكن أن يشكّل هذا الأمر تحديًا كبيرًا، لا سيما بالنسبة للشركات التي تقاوم التغيير أو لديها طريقة راسخة في القيام بالعمليات اليومية.
بالنظر إلى هذه التحديات، من المهم أن تفكر الشركات بعناية في مدى استعدادها للتحول الرقمي. يتضمن ذلك تقييم الوضع الحالي للبنية التحتية التكنولوجية للشركة، ومهارات الموظفين وتدريبهم، ونموذج العمل، بالإضافة إلى تحديد أي فجوات أو مجالات للتحسين. كما يتضمن الأمر وضع خطة لمواجهة هذه التحديات وبناء القدرات اللازمة للتنقل بنجاح في التحول الرقمي.
إن كنت تفكّر في إدماج حلول التحوّل الرقمي إلى شركتك، قد يفيدك إلقاء نظرة شمولية على بيانات شركتك لاكتشاف معلومات قيمة مبنية على تحليلات دقيقة بدلاً من التخمين مما يعزز صنع القرار بفاعلية وكفاءة، ويمكنك فعل ذلك بسهولة وفعالية عن طريق الحلول الذكية مثل نظام تحليل بيانات الموظفين MenaExplorer®.
وفي الختام، يعد التحول الرقمي تحولًا مهمًا يعمل على تغيير الطريقة التي تعمل بها الشركات وتتفاعل مع عملائها وموظفيها. وفي حين أنه يجلب معه مجموعة من الفوائد، فإنه يطرح أيضًا مجموعة من التحديات التي يجب على الشركات معالجتها من أجل تنفيذ هذه التغييرات والتكيّف معها بنجاح. يمكن للشركات تهيئة نفسها لتحقيق النجاح في العصر الرقمي من خلال التفكير بعناية في مدى استعدادها للتحول الرقمي ووضع إستراتيجية واضحة ومحددة جيدًا وتهيئة المدراء على قيادة هذا التحول.