بعضٌ من كل ما يتعلق بالموارد البشرية!
246
الإثنين 14 أغسطس 2023

استخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة تعريف تجربة الموظف في الشرق الأوسط

شهد الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة تحولاً تقنياً سريعاً عبر مختلف المجالات. ومن هذه المجالات دمج الذكاء الاصطناعي في مكان العمل. يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانية إحداث ثورة في تجربة الموظف من خلال تعزيز الإنتاجية وتبسيط العمليات وتعزيز بيئة العمل. تتعمق هذه المقالة في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط لإعادة تعريف تجربة الموظف، وتقدّم نظرة شمولية عن فوائده وآثاره.

 

تسهيل عملية التوظيف

أحدثت الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي ثورة في عملية التوظيف، مما جعلها أكثر كفاءة وسلاسة، حيث تستفيد الشركات في الشرق الأوسط من خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تحليل السير الذاتية وتقييم مؤهلات المرشحين عبر فحص كميات هائلة من بيانات المتقدمين. يوفر ذلك الوقت والجهد ويمكّن مسؤولي التوظيف من التركيز على اتخاذ القرارات الاستراتيجية، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج توظيف أفضل وتجربة أكثر إيجابية للمرشح.

ويمكن لعمليات الإعداد المدعومة بالذكاء الاصطناعي إحداث التأثير الإيجابي على تجربة الموظف، حيث يمكن استخدام المساعدين الافتراضيين لتوجيه الموظفين الجدد بكل سهولة من خلال توفير المعلومات في الوقت الفعلي والإجابة على الاستفسارات وتسهيل انتقالهم واندماجهم داخل الشركة.

 

التعلّم والتطوير الشخصي

يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في الطريقة التي يكتسب بها الموظفون مهارات ومعلومات جديدة. فمن خلال الاستفادة من خوارزميات التعلم الآلي، يمكن تحديد فجوات المهارات والتوصية بالدورات ذات الصلة وتتبّع التقدم لدى الموظفين. يضمن هذا النهج المخصص للتعلم والتطوير حصول الموظفين على تدريب مخصص، مما يؤدي إلى تحسين الأداء والرضا الوظيفي.

علاوة على ذلك، نرى تزايداً في استخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم المساعدة والتوجيه الفوري للموظفين. يمكن لهذه الأنظمة الذكية الإجابة عن الأسئلة وتقديم الحلول وتقليل الاعتماد على موظفي الموارد البشرية وتعزيز التعلّم والتطوير المستمر.

 

إدارة المواهب

يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحسين إدارة المواهب، مما يجعل هذه العمليات أكثر كفاءة. يمكن لخوارزميات التحليلات التنبؤية تحليل البيانات القديمة والتنبؤ بالطلب المستقبلي، مما يمكّن الشركات من تخصيص الموارد بشكل فعّال. يقلل هذا النهج القائم على البيانات من تكاليف العمالة ويضمن وجود الأشخاص المناسبين في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.

ويمكن لأدوات الجدولة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أتمتة تخطيط المناوبات وأوقات العمل، مع مراعاة عوامل مثل توافر الموظفين وتفضيلاتهم حول أوقات العمل وتوزيع عبء العمل بشكل مناسب، مما يبسّط عملية الجدولة ويقلل من التعارضات ويعزز التوازن بين الحياة العملية والشخصية للموظفين. توفّر هذه الأنظمة الآلية أيضاً المرونة للموظفين لمبادلة المناوبات وطلب الإجازات وإدارة جداول عملهم بشكل أكثر فعالية. يمكن لهذه الأنظمة، مثل نظام ®MenaME الذكي، تسهيل هذه العمليات من خلال السماح للموظفين بطلب المغادرات والإجازات والمطالبات المالية والقروض وغيرها من الطلبات التي تمر لاحقاً عبر دورة موافقات والحصول على إجابة سريعة من المدراء والعاملين في الموارد البشرية.

 

تعزيز رضا الموظفين

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في إعطاء الأولوية لرضا الموظفين وتعزيز بيئة عمل إيجابية، وتستفيد الشركات في الشرق الأوسط من أدوات تحليل المشاعر المدعومة بالذكاء الاصطناعي لقياس رضا الموظفين ومشاعرهم. توفر هذه الأدوات نظرة ثاقبة لمشاعر الموظفين من خلال تحليل البيانات الناتجة عن الاستطلاعات ومراجعات الأداء ووسائل التواصل الاجتماعي وتساعد في تحديد مجالات التحسين.

علاوة على ذلك، يمكن بمساعدة الذكاء الاصطناعي تطوير برامج لتعزيز صحة الموظفين النفسية ومساعدتهم على تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية. تعمل مثل هذه المبادرات على تعزيز رفاهية الموظفين، ورفع الروح المعنوية، والمساهمة في مستويات أعلى من المشاركة والإنتاجية.

وبينما يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً كبيرة لتحويل وتعزيز تجربة الموظف، من الضروري مواجهة التحديات المحتملة، حيث يجب إعطاء الأولوية لأمن البيانات والحفاظ على الخصوصية لحماية معلومات الموظف والحفاظ على الثقة. يجب على المنظمات تنفيذ تدابير وقائية لحماية البيانات والامتثال للوائح ذات صلة لضمان الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم النظر بعناية في الآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي. يمكن أن تساعد عمليات التدقيق والرقابة المستمرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي في تحديد أي عواقب غير مقصودة وتصحيحها. يجب على المنظمات أيضاً توفير آليات للموظفين للتعبير عن مخاوفهم وتقديم ملاحظات لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تتماشى مع قيَمهم واحتياجاتهم.