بعضٌ من كل ما يتعلق بالموارد البشرية!
5175
الإثنين 17 فبراير 2020

أفضل الممارسات لتأسيس الموارد البشرية في الشركات الناشئة

مهما كان حجم الشركة، وسواءً كانت ربحية أو غير ربحية فإن قسم الموارد البشرية هو القلب النابض بالنسبة لها، لأنه يستثمر في أهم موارد الشركة وهو الإنسان.

والموارد البشرية من الأصول القيّمة لأي شركة تتطلع للنمو، ووجوده المبكر إطار هام يحفظ الشركة من الحياد عن الأهداف المرسومة، ويضع الحلول لمشكلات لابد من وقوعها أثناء التوسع.

إن تأسيس قسم للموارد البشرية في الشركات الناشئة هو الخطوة الاستراتيجية الأولى التي تقود لنجاحها.

في السطور القادمة نتعرف على أفضل الممارسات لتأسيس الموارد البشرية في الشركات الناشئة:

القوي الأمين

يقال: “أنت جيد بقدر جودة الناس الذين توظفهم”، إن الخطوة الأهم في تأسيس قسم الموارد البشرية هي اختيار الشخص المناسب لهذا الأمر، ولا يكفي أن يكون متخصصًا أو صاحب خبرة، بل إن اختباره الأول هو أن يدرك رؤية الشركة أو المنظمة ويستوعب أهدافها فيضع خريطة طريق تتضمن أهداف الشركة وتتبنى ترجمتها.

قد لا تحتاج الشركات الناشئة في مراحلها الأولى إلا لمدير مؤتمن ونزيه للموارد البشرية، ثاقب في إدراكه لرؤية وأهداف الشركة، وذكيٌ في رسم خطة تدعمها، وقويٌ في ترجمتها.

معرفة البيئة المحيطة

بمقدار إدراك مدير الموارد البشرية لرؤية الشركة وأهدافها وإمكانياتها، فعليه كذلك أن يكون ملمّاً القوانين المحلية التي تنظم عمل الشركة فلا تقع في مخالفتها وتعرّض نفسها للمحاسبة، وفي الوقت نفسه يعرف الفرص المتاحة. وعلى مدير الموارد كذلك أن يكون عارفًا بما يقدمه المنافسون ونقاط قوتهم وضعفهم، والمزايا التي يجذبون بها الموظفين الأكفّاء. 

سياسة واضحة

ينطلق مدير الموارد البشرية من معرفته العميقة بالأمور السابقة، ويعدّ على أساسها كتيّب تعريفي بالشركة ويتضمن الكتيب نبذة عن الشركة وأهدافها، والقواعد السلوكية التي تتبناها، ويتضمن الكتيب السياسات التوظيفية والشروط والمزايا والمهام التي يجب القيام بها، وبهذا الكتيب فإن قسم الموارد البشرية يحمي الشركة وموظفيها من الإرتباك الناجم عن الجهل والذي يؤدي إلى التخبط، وفقدان الإنتاجية، وبسببه تقع المشاكل القانونية وتفشل الشركة في منافسة الخصوم.

تواصل فعّال

تخفق الكثير من الشركات على الرغم من الإمكانيات المالية الكبيرة المتاحة، ومع أنها تملك فريقا مميزًا يبذل جهودًا جبارة، والسبب هو عدم وجود تواصل فعّال بين الفريق الواحد أو فشل التواصل مع  الأقسام الأخرى وحدوث سوء فهم للمعلومات وسوء توصيل للمطلوب.

وبالتالي فإن على أي شركة ناشئة أن تجعل التواصل الفعّال من أهم أولوياتها حتى قبل انطلاق العمل، ذلك أن التواصل مع فريق التأسيس وبضعة موظفين أمر سهل لكن الشركة التي تخطط للعالمية عليها أن تؤسس لنظام تواصل فعّال يخدم مئات الموظفين وعشرات الفروع أو الشركات الشقيقة.

ولابد من المرونة في استغلال ثورة الإتصالات الحديثة، فمثلا البريد الإلكتروني وسيلة تواصل رسمية وتوثيقية، إلا أن وسائل تواصل اجتماعية مثل مجموعات الهواتف النقالة أكثر مرونة وفعالية في التواصل.

تقييم الأداء

انطلاقًا من فهم الموظفين لأهداف الشركة وإدراكهم لمهامهم، ومع وجود أسلوب تواصل واتصال فعّال فقد اكتملت أدوات الموظفين وعليه فيجب أن يوازي ذلك آليات لقياس أدائهم، وأن يتم ذلك بشكل دوري حتى لا تتفاقم المشاكل أو تزيد الخسائر. والأمر لا تعود فائدته للشركة فقط، بل إن مراجعة أداء الموظف مفيدة له في علاج المشكلات الناجمة عن قصور تدريبه أو نقصٍ في أدواته، وعلى فرض عدم وجود هذا القصور فإن تقييم الموظف مفيد في مكافأة المتميز بمزايا جديدة ووضع أهداف أعلى ليحرزها.

التطور المستمر والأتمتة

على قسم الموارد البشرية منذ تكوّنه في الشركات الناشئة أن يتبنى ثقافة التدريب المستمر للموظفين في سائر الأقسام والذي يواكب ثورة المعلومات، وعليه كذلك أن يتابع أولا بأول التطور التكنولوجي المتصل بأتمتة الكثير من القطاعات التي تسهّل الأعمال وترفع من جودتها.

 

إن إيجاد قسم للموارد البشرية لشركة ناشئة أمرٌ في غاية الأهمية لأنه يتعلق بوضع سياسات وخطط وإجراءات لرعاية احتياجات الشركة ونموها على المدى القصير والمتوسط، وهو صمام الأمان الذي يخفف من أثر المخاطر عند وقوعها على المدى الطويل.